نظرتُ ومن مصر قصورٌ كأنها

كعب بن مشهور المخبلي

@poem.description

نظرتُ ومن مصر قصورٌ كأنها

إذا غُلِّقَت دُوني أنُوفُ رِعانِ

بمقلة بازٍ أشكل الرِّيس واقعٍ

عَشِيَّةَ ساري رَهمةٍ ودِجَانِ

إلى ضوء نارٍ بالحبونن والصفا

تُشَبُّ ودوني من هُلُولِ مِتانِ

فَهَل أرينَّ اللحيَ يَبدُو كأنه

من البُعدِ شِدقا غايَةٍ نَزِقَان

وهل أسمعَن صوت المغني عشية

مع الركب قد أفضى

وهل أَرِدَن حِسيَ الجِهَاشِ عَشيَّةً

على حاضر من وافد وسنان

بأبطح منه والمناهيمُ تحتسي

به وسماطا غللان

يمجُّ الندى من بعد ما حمي الحصَى

دِماثٌ به مَوليَّةٌ ومَحَانِ

وهل أَرِدَنَّ الحِسيَ حِسيَ ابنِ ضَعضَعٍ

كقُمرِيَّةٍ جنحَ الظلام غَوان

ولا هِي إلا أن تُرَى يومَ غارة

كؤود قَيدُومُها السرعان

ولا هي إلا أن يقرب أرضها

تدافع وهم طيِّب الوشجان

كأني من وجدٍ بها نِضوُ شقة

بِنَجران مرعاه الأراك يمان

رعَى رَيِّقاً غَضَّ الأَراكِ ونَورَهُ

مَشرَبٍ ذي خضرة ولَيَانِ

يحن ويقصى ويردُّهُ

طماطمةٌ ما منهم

رمانا العدى يا أم عمرو بظنهم

كما يُرتَمَى في المجلس الغرَضَان

وكنا كريمي معشر لَجَّ بيننا

هوىً فكتمناه بحسن صِيان

نُكِنُّ فلا يبدو ونخفي فلا يرى

فما علموا من أمرنا ببيان

نذودُ النفوسَ الحائماتِ عن الهوى

وهنَّ بأعناقٍ إليه ثوان

من الناس إنسانان ديني عليهما

مليان لو شاءا لقد قضياني

غريمان أما أم عمرو فمنهما

وأما عن الأخرى فلا تسلاني

خليليَّ ضُمَّاني ونِضوي إلَيكُمَا

إذا كانَ حِسي المُنحنَى تَرِدانِ

فإنَّ بِحِسي المُنحَنَى لو عَلِمتُما

غَريماً لواني الدين منذُ زَمانِ

ألا لَيتَ شِعري هَل أَسيرَنَّ ناقتي

بوَادٍ بِضَيفَيه الأَراك يَمان

يَمُجُّ النَّدى مِن بَعدِما وَقَد الحَصَى

شِعَابٌ لَهُ مَولِيَّةٌ ومَحَانِ

مَرَرتُ عَلَيه والمناسِمُ تَحتَسي

بِهِ وسِمَاطا سيلِهِ غلِلانِ

وهل أَرَينَّ اللَّحيَ يَبدُو كأنَّهُ

مِنَ البُعدِ سَيقَا غايَةٍ نِزقَانِ

رآك خليلاك اللَّذانِ تَقَادَمَت

عُهُودُهُما يَوماً فَمَا عَرَفَاني

فقالا ألا كُنَّا نَخَالُك مَرَّةً

صَديقاً فَلَمَّا شَبَّها نَسيَاني

فقُلتُ أنا الشَّخصُ الَّذي تَشدوَانِه

ولكنَّ مرَّ الدَهر ذُو حَدَثانِ

خَليليَّ عن أيِّ الَّذي كان بَيننا

من الودّ أو باقي الهَوى تَسَلاني

فما حُبُّ أُمِّ العَمرِ إلا سجيةٌ

بَراني عليها اللَه حين براني

طَوَاني على بَذلٍ لها ومَوَدَّةٍ

أَجَل وأَنوفُ الكاشِحينَ عَوَانِ

خَليلانِ أَمَّا أُمُّ عَمروٍ فَمِنهُما

وَأَمَّا عن الأُخرى فلا تَسلاني

ولم أَر يا ظلامةَ الدين مثلنا

أَشدَّ عَويلاً حين يَفترِقانِ

يُبَيِّنُ طَرفانا بما في نُفُوسنا

إذا استعجَمَت أن تَنطِقَ الشفتانِ

وإن حَجَبَ الواشوانَ رجعَ كلامِنا

فإنَّا بوحي الطرفِ مُلتَقيَانِ

رَمانا العدى يا أُمَّ عَمرٍو بِظَنِّهِم

كَما ترتَمي في المجلسِ الغرضانُ

تحليل القصيدة

البحر والقافية

مكتوبة على البحر الطويل، وتتميز بقافية ن

الأسلوب

@poem.m

الموضوعات

التأثير

@poem.l

قصائد ذات صلة