قَد كانَ بَعدكَ أنباءٌ وهنبثة
لَو كنت شاهدها لَم تكثر الخطبُ
إِنّا فَقَدناكَ فَقدَ الأرضِ وابِلها
وَاِختلّ قومكُ فَاِشهدهم ولا تغبُ
فَلَيت قبلكَ كانَ الموتُ صادفنا
لما نعيتَ وَحالت دونك الكتبُ
تجهّمنا رجالٌ فَاِستخفّ بنا
مُذ غبت عنّا وكلّ الخيرِ قد غصبوا
سَيَعلم المتولّي ظلمَ حامينا
يومَ القيامة أنّي كنتُ أَنقلبُ
أَبدَت رجالٌ لَنا فَحوى صدورهم
لَمّا فقدتَ وكلّ الإرثِ قَد غصبوا
وَكلّ قومٍ لَهم قُربى ومنزلةٌ
عِندَ الإله وَللأدنين مقتربُ
وَقد رُزينا به محضا خليقته
صافي الضرائبِ والأعراق والنسب
وَكنتَ بدراً ونوراً يُستضاء به
عَليك تنزلُ من ذي العزّة الكتبُ
وَكانَ جبريلُ روح القدسِ زائرنا
فَغابَ عنّا وكلّ الخير محتجبُ
فَليتَ قبلكَ كان الموتُ صادقنا
لَمّا مضيت وحالَت دونك الحجبُ
إِنّا رُزينا بما لَم يُرزَ ذو شجنٍ
مِنَ البريّة لا عجم ولا عربُ
ضاقَت عليَّ بلادٌ بعدَما رحبت
وَسيم سبطاكَ خسفاً فيه لي نصبُ
فأنت واللَه خير الخلق كلّهم
وَأصدق الناس حيثُ الصدق والكذبُ
فَسوفَ نَبكيكَ ما عشنا وما بَقِيَت
منّا العيونُ بتهمالٍ لها سكبُ