يا دارَ عبلةَ بالعلياءِ من ظلمِ

أبو دواد الرؤاسي

@poem.description

يا دارَ عبلةَ بالعلياءِ من ظلمِ

ما إن تبين مغانيها من القِدَمِ

هاجت عليكَ شُؤوناً غيرَ واحدةٍ

وذكّرتكَ بذَحلٍ غيرِ منتقمِ

أمست رهينةَ دهرٍ لا فكاكَ لها

بين الرياحِ وبين الرَّبلِ والدِّيمِ

نحن الذين تحمّلنا على ملأ

سيرَ المُنَحِّب من إِيرٍ إلى الرَّقَمِ

لا غزوَ إلا لواءٌ تحتَهُ ظُعُنٌ

ولا مسارحَ إلا عازبُ النُّجُمِ

إِذا مياهٌ جهرناها وأَجدَبنا

رَعيٌ سقينا بأخرى غيرِها سُدُمِ

إذا اتّقتنا مُعَمّاة بمهلكَةٍ

نَبُزُّها بجميعِ الأمرِ مُظَّلِمِ

وكان مفزعُنُا جُرداً مُسَوَّمةً

كأنهنَّ عجيمٌ بُزّ عن جُرُمِ

يخرُجنَ من كلّ أَوبٍ تحتَ ألويةٍ

يُكبَحنَ من حذر الأَضغانِ باللُّجُمِ

يحمِلنَ فتيانَ صِدقٍ كان عادتُهُم

ضَربَ الحبيكِ وإِقداماً على البُهَمِ

يُطَرّفونَ بضربٍ لا كِفاءَ لهُ

يوم الصّباحِ وطعنٍ صائبٍ خَذِمِ

ونحنُ أهلُ بضيع يومَ طَالعَنا

جيشُ الحُصَينِ طِلاعَ الخائِفِ الكَزِمِ

ساقوا شُعُوباً وعنزاً من ديارِهِم

ورِجلَ خثعمَ من سهلٍ ومِن عَلَمِ

مَنّاهُمُ مُنيةً كانت لهم كَذِباً

إنَّ المنى إنَّما يوجدن كالحُلُمِ

وَلَّت رجالُ بني شَهرانَ تتبعُها

خضراءُ يرمونها بالنبلِ عن شَمَمِ

والزاعِبِيّة تحفيهم وقد جعلت

فيهم نوافِذ لا يُرقعنَ بالدُّسُمِ

ظلت يُحابرُ تدعى وسط أرحلِنا

والمستميتونَ من جاءٍ ومن حَكَمِ

حتّى تولّوا وقد كانت غنيمتُهُم

طعناً وضرباً عريضاً غيرَ مُعتَسَمِ

إذا نجاوِزُ ضرباً عن مُحَجَّمةٍ

تُذري سنابكُها الدقعاءَ في اللِّمَمِ

ونحن إذ سار وَثّابٌ بأسرته

للحيّ حيّ بني البكّاءِ ذي الصَّمَمِ

كنّا لَطَطنا مَلَطّ السترِ فانحدرت

أهلُ الحجازين من نَصرٍ ومن جُشَمِ

حتى تداركن بالفَقعاءِ شأوَهُمُ

عند البنيّة من زيٍّ ومن زَرمِ

واسأل سلولاً بنا إذ ضاق مبركُها

إذ لا تفيءُ إلى حِلٍّ ولا حَرَمِ

تحليل القصيدة

البحر والقافية

مكتوبة على البحر البسيط، وتتميز بقافية م

الأسلوب

@poem.m

الموضوعات

التأثير

@poem.l

قصائد ذات صلة